Call 2 Face مكرم رباح: وضع الحكومة سيء في حال مقاطعة “القوات”


ضيفي في “Call 2 Face” هذا الأسبوع الكاتب والباحث السياسي مكرم رباح.

تشكيل الحكومة

*كيف ينظر مكرم رباح الى ما آل إليه تشكيل الحكومة، خصوصاً أن ثمة خيبة أمل واسعة في صفوف السياديين والتغييريين بعد الكلام عن تنازل الرئيس المكلف نواف سلام أمام الثنائي الشيعي؟

لا أعتقد أن الموضوع خيبة أمل بقدر ما هو ضرورة أن يكون الانسان واقعياً في مقاربة مرحلة التغيير المقبلة. المشكلة الأساسية في تشكيل نواف سلام لهذه الحكومة أنه يشكل حكومة كما لو كان الوضع طبيعياً. موضوع وزارة المالية ليس مهماً بقدر أنه على هذه الحكومة القيام بأمرين فقط٬ أولهما نزع سلاح الحزب بالكامل وثانيهما اجراء الانتخابات البلدية والنيابية وأن تشكل مرحلة انتقالية. هذه الحكومة ليست حكومة مؤتمر تأسيسي كما راهن اغلب الناس٬ والمشكلة الاساسية ان تشبيح الثنائي الشيعي وتخاذل سلام برسم الخطوط الحمراء بما يتعلق بهذا الامر هو ما يخيب الآمال. العملية أثبتت أن هذا النظام اللبناني غير قابل للحياة مهما حاولنا اصلاحه.

*برأي مكرم رباح، حكومة تكون فيها “المالية” بيد الثنائي، مع كل ما تحمله بدعة “التوقيع الثالث”، قادرة على الإنتاج؟

البدع عديدة ورئيس مجلس النواب نبيه بري “رب مين خلق وزور وحاول يفرض معادلات غير قابلة للحياة” وحتى لو أخذ المالية بهذه الجولة فذلك لا يعني أن هناك توقيع ثالث وهناك أمر مهم جداً وهو الا ثلث معطل في هذه الحكومة. في حال حاول بري هذه المرة التعطيل عبر وزارة المالية سيتحمل المسؤولية٬ خصوصاً انه بفترة طويلة حصل تسويق ينص على أنه حليف اميركا ويأخذ ويعطي بوجه تعنت وتخلف “الحزب” وإن عطل هذه المرة سيدفع ثمن ذلك.

*في حال تشكيل حكومة مشبوهة ومقاطعتها من قبل أفرقاء سياديين في مقدمتهم “القوات”، ما سيكون مصيرها وكيف سيتم التعاطي معها من قبل المجتمعين، العربي والغربي؟

في حال مقاطعة “القوات اللبنانية”٬ احد اهم القوى السيادية٬ سيكون وضع الحكومة سيء لسبب بسيط وهو أن المجتمع الدولي ينظر لوجود القوات في الحكومة على أن الحكومة سيادية. في حال عدم وجود “القوات” أو أشخاص يشبهونها فهذا تحدي كبير لحكومة سلام التي لا تزال حتى الآن تحاول ان تبرر أنها ضمن الخط المقاوم. لا اعتقد أن فلسطين يجب أن تكون ضمن البيان الوزاري حتى لو بشكل معنوي. المطلوب أن نكون أنانيين وسياديين بشكل مطلق. العالم الغربي لن يكون كريماً علينا والعالم العربي سيكون متشدداً اكثر لانه وصل الى قناعة تامة ان هذه الطبقة السياسية بأثرها هي جماعة “دكنجية” يحاولون العمل على القطعة ولا يفهمون التغييرات التي تشهدها المنطقة.

الحزب وإسرائيل

*تتصاعد المخاوف من عودة الحرب إثر عدم التطبيق الجدي لمندرجات قرار وقف اطلاق النار. هل يرى مكرم رباح أننا عشية اندلاع حرب تساوي هذه المرة بين الدولة اللبنانية و”الحزب”؟

موضوع نزع سلاح “الحزب” وقعت عليه الدولة اللبنانية وفي حال لم تطبقه بطريقة سلمية سيطبقه الاسرائيلي بقوة النار. لا اعتقد ان الاسرائيلي سيضرب الدولة اللبنانية او الشعب اللبناني لان لا اهداف ليضربها ولا اهداف امنية قد تؤثر على امن اسرائيل. من هنا٬ الكلام عن العودة الى الحرب التي شهدناها في الاشهر الماضية غير دقيق لكن علينا ان نفهم ان هناك التزامات للدولة اللبنانية والتزامات وقع عليها بري والحزب وعلى الدولة اللبنانية تنفيذها٬ ولن اضع الجيش اللبناني بمواجهة سلاح الحزب انما يجب ان يكون مفهوم الدولة بوجه سلاح اللا دولة.

*الخطابات المتتالية للشيخ نعيم قاسم تدل على ان “الحزب” لم يعِ بعد حجم الأزمة التي أوقع لبنان وبيئته فيها. كيف يقرأ مكرم رباح هذا التنكر للواقع؟

اعتقد ان الوهم والتنكر للواقع وطريقة مقاربة الحزب للمواضيع تدل على مدى ضعفه. الاسبوع الماضي بلال حلاوي قاضي التحقيق الناظر بقضية لقمان سليم حفظ التحقيق وهذا خير دليل على ضعفهم لا قوتهم لانهم لو كانوا اقوياء كانوا اكملوا بالامر وحاولوا التأثير عليه. نرى ان قاسم جالس في حجرته ويتفلسف وهمه الوحيد ليس اعادة الاعمار ولا محاربة اسرائيل انما دفن نصرالله وتحويله الى قديس ليقولوا إن لدينا قديسين وانتقادنا ممنوع. نحن ننتقد اداؤهم العسكري والسياسي وهم بعكس ما يروجون له لا قدسية لهم لانهم فشلوا بحماية انفسهم وبيئتهم وعرضوا لبنان وشيعة لبنان للمآسي المستمرة.​

مستيكا الخوري ـ موقع القوات اللبنانيّة