لم تعد لدي “حجة الورشة” في يوبيل كنيسة مار مارون ال 150.. قداس العيد في كاتدرائية مار جرجس؟

قداس العيد في كاتدرائية مار جرجس

جورج سعد

سُئلت العام الماضي من الكثير من الصحافيين، لماذا قداس مار مارون الإحتفالي في يوم عيد إبي الطائفة المارونية، لن يكون كما جرت العادة منذ 150 سنة في الكنيسة التاريخية التي تأسّست على اسمه في بيروت وكان لها رمزيتها  .. فكان جوابي بريئًا وعفويًا ومن دون أن أسال عن الأسباب، أن قاعات الكنيسة “بورشة”.. فعاد الزملاء وسألوني السؤال نفسه هذه السنة عن سبب إقامة القداس الرسمي بمشاركة رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون الذي لم يغب يومًا عنه كقائد للجيش، في كاتدرائية مار جرجس المارونيّة.. فلم تعد لدي “حجة الورشة”، لذلك قررت أن أكتب ما أشعر به.

150 سنة على تأسيس الكنيسة الرمز، التي يحج إليها المؤمنون من كل لبنان عشية العيد ويوم العيد للتبرك منها ومن مذبحها وجدرانها ومن تاريخها العابق برائحة البخور والقداسة بحيث أن أبواب الجحيم لم تقوَ عليها، لا في الحربين العالميتين ولا في الحرب اللبنانية ولا في انفجار المرفأ.

ولأن السكوت عن الحق والحقيقة شيطان أخرس، قررت الكتابة لمن يعنيه الأمر لأقول أن بيت الضيق يتسع لألف صديق.. فلا نتحجج بالمكان، بأن كاتدرائية مار جرجس تستوعب مشاركين أكثر في القداس الرمز، وهو القداس الأول للعماد جوزاف عون رئيسًا للجمهورية.. لجمهورية نتمنى أن تخرج من جهنم في عهده “عهدي”.

في سنتها اليوبيلة الخمسين بعد المئة تستحق كنيسة مار مارون في الجميزة ويستحق من بناها وخدمها من أحبار وكهنة وشمامسة وشدايقة، أن تحتفل بعيد أبي الطائفة فيها لرمزيتها الوطنية بحيث يجتمع فيها في كل سنة ومنذ قرن ونصف قرن اللبنانيون مسيحيون ومسلمون للإحتفال بقديس نستلهم شفاعته ليلهم الموارنة سياسيين كانوا أم رجال دين أن يعيشوا بقلوب نقية لا حاقدة، بقلوب طاهرة لا خبيثة، بقلوب تنبض محبة لا كرهًا، بقلوب تبني لا تُدّمر.

مارون يا قديس نحبّه ونطلب شفاعته، ألهم المسؤولين عنّا في الدولة والكنيسة لعيشوا نقاءك وحبك وتواضعك وغفرانك وإنسانيتك، كي لا تكون المراكز والمناصب منبرًا للإنتقام وتصفية الحسابات الضيقة التي تدمّر ولا تبني.

وإذا كانت القصة قصة استيعاب الناس تكريمًا لقديسنا الكبير، لماذا لا يكون القداس في ساحة بكركي الكبيرة التي تتسع للألاف، في بكركي التي أعطي لها مجد لبنان.

وأختم بصلاة:  أيّها المعلّم، مثال الثبات، يا مَن استطعت أن تنال هذه النِعمة السامية، أسألك أن تستمدّ لنا، نحن أيضًا فضيلة الثبات لنستطيع، أن نثابر على أعمال القداسة جميع أيّام حياتنا. آمين يا رب.