القوات عن “ترويجات” الحزب: فيلم هوليودي بدماء الجنوبيين
الجيش يوقف متورطين بمسيرات الدراجات وينفي تورط ضباطه بالتسريبات
لليوم الثاني،تقدم المشهد الامني الجنوبي على السياسي الحكومي نتيجة استمرار تدفق اهالي قرى الجنوب نحو قراهم على رغم سقوط عدد كبير من الشهداء امس التحق بهم آخرون اليوم واصابة العشرات، ومواكبتهم من الجيش اللبناني الذي لم تنفع نصائحه لهم بالتريث وعدم تعريض حياتهم للخطر، فنال النصيب من الشهادة ايضاً.
مشاهد العودة لاستعادة الكرامة المُعمَدة بالدم، نغصتها محاولات استغلالها حزبياً بمسيرات الدراجات النارية بأعلام حزب الله في عقر المناطق المسيحية مساء امس، استفزازا وايحاء بنصر لا يمت الى الحقيقة بصلة، مقارنة بحجم الخسائر التي تسبب بها الحزب لبيئته جنوبا وبقاعا وفي الضاحية الجنوبية لبيروت وللبنان عموماً. بيد ان حضور الدولة إبان العودة من خلال وجود الجيش ومواكبة الاهالي معطوفا على توقيف عدد ممن اخلوا بالامن خلال المسيرات الحزبية وملاحقة بقية المتورطين، بعث الطمأنينة في النفوس والثقة بالعهد الجديد وبإمكان تنفيذ خطاب القسم الرئاسي.
اما حكومياً، فغابت حركة اللقاءات والاتصالات في العلن واستمرت في الكواليس ، واشارت المعلومات الى اتصال جرى بين الرئيسين جوزاف عون ونواف سلام تناول الملف الحكومي وسط أجواء مشجعة تناقض الشائعات المتداولة، واذ توقعت ان يزور سلام الرئيس عون خلال الساعات القليلة المقبلة لم تستبعد احتمال ولادة الحكومة قبل نهاية الاسبوع.
التمديد وقاسم: على رغم موافقة لبنان الرسمي فجراً على تمديد اتفاق وقف النار حتى 18 شباط المقبل، استمر اليوم تدفق اللبنانيين الى القرى الجنوبية، وفي بعض المناطق رد الاسرائيلي باطلاق النار لمنعهم من الدخول ما تسبب بسقوط مزيد من الشهداء والاصابات. وبينما يواكب الجيش اللبناني مسيرات العودة ويحميها، تتجه الانظار الى مضمون الكلمة المرتقبة لأمين عام حزب الله، الشيخ نعيم قاسم، عند السادسة والنصف مساءً.
توسيع العمليات: في المقابل، اعلن رئيس “معسكر الدولة” الإسرائيلي، وعضو مجلس الحرب المُستقيل، بيني غانتس ان” يجب توسيع العمليات البرية والجوية في لبنان مشيرا الى ان حزب الله ينتهك الاتفاق يوميا”. من جهته، قال الناطق باسم الحكومة الإسرائيلية ديفيد مينسر “ان حزب الله وأسلحته لا تزال على حدودنا.”وأوضح أنّ الانسحاب الكامل من لبنان رهن بانتشار الجيش اللبناني وإبعاد حزب الله إلى شمال الليطاني.
ضحية و7جرحى: في الميدان، وفي اليوم الثاني للعودة، قتل مواطن وجرح سبعة اخرون أحدهم حالته خطرة نتيج إطلاق جنود إسرائيليون النار عليهم لدى محاولتهم الدخول الى قراهم. واعلن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة العامة في بيان اليوم أن” هجمات الجيش الإسرائيلي خلال محاولة مواطنين الدخول إلى بلداتهم التي لا تزال محتلة أدت حتى الساعة إلى سقوط ضحية وسبعة جرحى.وجاءت الحصيلة التفصيلية وفق التالي: العديسة: ضحية وجريحان- بني حيان: جريحان – يارون: جريح – حولا: جريحان”.
عون – ميقاتي: وكان رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون استقبل في الثامنة صباح اليوم في قصر بعبدا، رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي وعرض معه الأوضاع العامة في البلاد والتطورات الأخيرة في الجنوب في ضوء الاتصالات الجارية لاستكمال الانسحاب الإسرائيلي مما تبقى من قرى وبلدات محتلة في الجنوب. كما تناول البحث شؤوناً وزارية وإدارية تتعلق بتصريف الأعمال.
ميقاتي – بلاسخارت: وإستقبل ميقاتي المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان جينين هينيس – بلاسخارت في السراي، وجرى البحث في التطورات الراهنة ولاسيما موضوع تنفيذ القرار 1701 بعد تمديد مهلة تنفيذ إتفاق وقف اطلاق النار. واجتمع رئيس الحكومة مع وزير الخارجية والمغتربين عبد الله بو حبيب.
القوات: من جانبها، أصدرت الدائرة الإعلامية في حزب “القوات اللبنانية” بيانا قالت فيه: يقوم “حزب الله” عبر نوابه ووسائله الإعلامية بحملة واسعة هدفها تصوير ما حصل في الجنوب على أنّه انتصار كبير وهائل لما يسمى المقاومة قافزًا فوق 22 شهيدا سقطوا ضحية مغامراته المستمرة، كما تصوير أنّ الأهالي أخرجوا بالقوة إسرائيل من القرى التي ما زالت تحتلها، فيما الجيش الإسرائيلي لم ينسحب سوى من القرى التي كان أعلن انسحابه منها ودخلت إليها الناس، وبالتالي فيلم هوليودي، ويا للأسف، بدماء الجنوبيين، وتصوير الجيش متخاذل لأنّه مفروض به أن يكون أمام الناس لا خلفهم، وبالتالي تجاه هذه المأساة الجديدة بعد عشرات المآسي التي ورّط “حزب الله” لبنان واللبنانيين والجنوبيين بها، يهمّ الدائرة الإعلامية في حزب “القوات اللبنانية” ان توضح الآتي: ⁃ أولا، لم تنسحب إسرائيل من أي قرية لم تكن قد قررت الانسحاب منها، والقرى التي دخلها الأهالي تشكل جزءًا من القرى التي قرّرت إسرئيل الانسحاب منها، وبدلا من أن يترك “حزب الله” للجيش تنظيم مهمة الدخول الى هذه القرى، قرّر التضحية بـ22 شهيدا فقط لإثبات أنه ما زال موجودًا، وليقول إنّ منطق ما يسمى المقاومة ما زال مستمرًّا بالرغم من أنّ القاصي والداني يعرف أنّ منطق ما يسمى المقاومة هو أصلا من أدخل إسرائيل الى الجنوب، وهو أصلا من تسبّب بالموت والدمار الذي حصل، وهو أصلا من أبقى لبنان ساحة مستباحة والدولة فيه معطلة ومشلولة. ⁃ ثانيًا، على الحكومة الحالية إعطاء التعليمات الواضحة للجيش اللبناني من أجل استخدام صلاحياته لتنظيم عودة الأهالي الى قراهم تبعًا لتقديره العسكري وبما يحفظ سلامتهم. ⁃ ثالثًا، بعد أن أتحفتنا مقاومة ما يسمى “حزب الله” بكل النتائج الكارثية اتي أوصلت إليها الشعب والبلد، يفترض بالحكومة والجيش أخذ الأمور بيدهم وكما يجب من أجل التخلُّص من آخر جندي إسرائيلي على أرض لبنان، وكل ما عدا ذلك يعتبر إعادة رخيصة للمآسي السابقة بكلفة غالية جدًّا من دماء الجنوبيين لم تؤدِّ سابقًا إلى أي نتيجة، ولن تؤدي اليوم إلى أي نتيجة باستثناء محاولة يائسة لإعادة تعويم للحزب لن تحصل. ⁃ رابعًا، كل المعادلات الخشبية التي أوصلت لبنان إلى الموت والدمار والخراب سقطت إلى غير رجعة، ومن يحمي لبنان واللبنانيين والسيادة هو فقط الدولة، ومحاولة التذاكي لإدخال الشعب كبديل عن المقاومة مرفوضة شكلا ومضمونًا، فالدولة تمثِّل الناس ووحدها تحتكر السلاح.
للتحلي بالمسؤولية: أمنيا ايضا، وغداة مَسيرات حزب الله الاستفزازية في قلب بيروت مساء امس، صدر عن قيادة الجيش – مديرية التوجيه البيان الآتي: على خلفية قيام بعض المواطنين الذين يستقلون دراجات نارية ويرفعون أعلامًا حزبية بمسيرات في عدد من المناطق اللبنانية ليل أمس، تخلّلها إطلاق نار واستفزازات مما يؤدي إلى تهديد السلم الأهلي، سيّرت وحدات من الجيش دوريات لمنع الأعمال المخلّة بالأمن والاستقرار، وأوقفت عدة أشخاص، فيما تستمر ملاحقة بقية المتورطين. ودعت قيادة الجيش المواطنين إلى التحلي بالمسؤولية، والتصرف بحكمة حفاظًا على الوحدة الوطنية والعيش المشترك.
الجيش ينفي: الى ذلك، قالت قيادة الجيش في بيان ثان”نقلت إحدى الصحف الأجنبية معلومات حول ترتيبات أمنية مزعومة يقوم بها ضباط من الجيش لمصلحة جهة حزبية. إن قيادة الجيش تنفي هذه المزاعم نفيًا قاطعًا، سيما أنها تأتي في مرحلة دقيقة يتحمل فيها الجيش مهمات جساما. كما تؤكد القيادة أن ضباط المؤسسة العسكرية ينفذون مهماتهم في مختلف الوحدات بأعلى درجة من الاحتراف والمهنية تبعًا لأوامر قيادتهم”.
الجميل: في المواقف، دعا رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميّل، “كلّ القوى السياسيّة لتسهيل عمل الرئيس جوزاف عون والرئيس المكلّف نواف سلام في تأليف حكومة”. وشدد في كلمة من قصر بعبدا، على أن “هناك تحديات كبيرة تواجه البلد الأمر الذي يحتاج إلى تضامن والوقوف إلى جانب رئيس الجمهورية لمعالجتها”. وأضاف: “لا أظنّ أن أحدًا بعد يتأثّر بالبروباغندا”، ومن حق الجنوبيين العودة الآمنة إلى بلداتهم والموضوع ليس للمزايدات، وكلّ الثقة بالجيش الذي تقع عليه مسؤولية تأمين العودة.”وتابع: “كلّ كلامنا الإيجابي والمنفتح يُواجَه بحركات كالتي رأيناها ليلًا في شوارع بيروت، ومن لا يقبل بالإمتيازات لغيره لا يجب أن يقبلها لنفسه”.
في القصر: وشهد قصر بعبدا قبل الظهر سلسلة لقاءات دبلوماسية واقتصادية وقضائية. وفي هذا السياق، تلقى الرئيس عون رسالة خطية من رئيس دولة الامارات العربية المتحدة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، نقلها اليه القائم بأعمال سفارة دولة الامارات في لبنان فهد الكعبي، تضمنت التهنئة بانتخابه رئيساً للجمهورية، ودعوة الرئيس عون للمشاركة في القمة العالمية للحكومات التي ستعقد في الامارات خلال الفترة من 11 الى 13 شباط المقبل، ولالقاء كلمة رئيسية في حضور قادة الدول والحكومات وصناع القرار والمفكرين من اكثر من 140 دولة واكثر من 2000 مشارك من مختلف القطاعات من حول العالم.
أمر رائع: الى ذلك، رأى مبعوث ترامب للشرق الأوسط ستيف ويتكوف، أن “انتخاب رئيس في لبنان أمر رائع”، مؤكدا “أننا سنعمل مع الرئيس والحكومة الجديدة”. أضاف “تغلّبنا على عثرات بشأن تمديد الاتفاق بين لبنان وإسرائيل بالحوار الجيّد وهذا مؤشر إيجابي”. وشكر ويتكوف “الحكومة الإسرائيلية وجميع المنخرطين في اتفاق غزة وهذا يوم جيد للأسرى”.
حقوق المودعين: اقتصاديا وماليا، وعشيّة استحقاق انتخابات جمعية المصارف “التوافقية”، حَمَل رئيس الجمعية الدكتور سليم صفير هواجس القطاع المصرفي ومطالبه إلى قصر بعبدا، واضعاً بين يدَيّ رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون ملف القطاعِ المصرفيّ، مُبدياً استعداد القطاع “للتعاونِ في إطارِ الشراكةِ الحقيقيةِ المنتِجة، لأنَّ لا حلَّ لملفِ المودِعين، ولا إصلاحَ للقطاعِ المصرفيّ، إلا مِن خلالِ عملٍ مشتركٍ يُنتجُ رؤيةً اصلاحيةً موحَّدة، تضعُ الحلولَ الواقعيةَ التي تؤمِّنُ عودةَ المصارفِ إلى لعبِ دورِها الأساسيّ في تمويلِ الاقتصادِ المنتِج، وتحفَظُ حقوقَ المودِعين” وفق الدكتور صفير الذي اغتنم لقاء بعبدا ليطلب من سيّد القصر الدعوة إلى “طاولةِ حوارٍ بنّاءٍ وموضوعيّ يُكرّسُ الشراكةَ، ويبدّدُ المخاوفَ، ويحقّقُ الإصلاحاتِ المنشودةِ لإنقاذِ الاقتصاد، وبالتالي إنقاذ لبنان”.
البابا ولبنان: في غضون ذلك، بدأ في جامعة أوربانيانا في روما اليوم مؤتمر المجالس الأسقفية ومدراء المراكز الإعلامية الكاثوليكية في العالم، بلقاء صباحي عند السابعة والنصف مع قداسة الحبر الاعظم البابا فرنسيس في القصر البابوي صالة كليمانتين، وقد شارك من لبنان رئيس اللجنة الأسقفية لوسائل الاعلام المطران انطوان نبيل العنداري، ومدير المركز الكاثوليكي للاعلام المونسنيور عبده ابو كسم، حيث التقيا الحبر الأعظم اثناء المقابلة، وعبّر لهما عن مدى اهتمامه في لبنان مؤكداً “أن الوضع سيتغيّر نحو الافضل”، ومردداً “أنّ لبنان هو اكثر من بلد، انه رسالة، ومع انتخاب رئيس جديد للبنان سيكون هناك تحسّن للوضع”، مجدّداً” صلاته من اجل لبنان، قائلاً “لبنان في قلبي وفي صلاتي”.