بانوراما المساء: إنتهاء مهلة الإنسحاب فجرًا…الجيش يتخذ اجراءات تمنع تعرض الأهالي للخطر


عون يتصل بماكرون: ضبط التصعيد والزام اسرائيل بتطبيق الإتفاق
سلام لمراجعيه: اشكّل حكومتي واطبق الدستور… عملية التبادل في غزة تنطلق

يقفل الاسبوع السياسي والامني اللبناني على صفر نتيجة. الحكومة لم تُشكل ومراسيمها لم تصدر، فيما مهلة الستين يوما المحددة لانسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلي من المناطق الجنوبية المحتلة، بموجب اتفاق وقف النار، تنقضي بخلال ساعات قليلة من دون ان تنسحب اسرائيل.

واقع مُخيّب للآمال نسبياً، يعقب مرحلة انفراجات علّق عليها اللبنانيون كبار آمال مع انتخاب رئيس الجمهورية وتكليف رئيس الحكومة اذ توقعوا تشكيلا سريعا جداً يكمل مسار الاصلاح.

الا ان الرئيس المكلف وبحسب ما ينقل مقربون منه لـ “المركزية” لا ينفك يؤكد لكل من يسأله انه يتعاطى مع الجميع وفق نص الطائف والدستور ومن يطالب بما ليس منصوصا عليه فيهما ما عليه الا ادراج مطلبه في مضمونهما ثم العودة اليه. ويشدد على انه يشكل حكومته لا حكومة الاخرين، وجلّ ما على القوى السياسية فعله تقديم اسماء مؤهلة ليختار بنفسه من بينها ويسقطها على الحقائب المناسبة.

اما امنياً، وفي ظل مخاوف جراء عدم انسحاب الاسرائيلي والدعوات الاهلية للعودة الى القرى التي ما زال يحتلها عقب انتهاء المهلة فجر الاحد، اكدت مصادر معنية لـ”المركزية” ان الجيش اللبناني يتخذ الاجراءات الواجبة كافة لمنع تعريض الاهالي للخطر وحثهم على عدم الدخول الى البلدات والقرى المحتلة.

.بين عون وماكرون: في الانتظار، رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون تابع اتصالاته ومشاوراته الكثيفة لمواكبة الأوضاع في الجنوب، في ضوء التطورات الاخيرة والممارسات الإسرائيلية الخطيرة. وفي هذا الاطار، تلقى ظهر اليوم، اتصالاً من الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون عرض خلاله التطورات في الجنوب، والجهود المبذولة لضبط التصعيد وإيجاد الحلول المناسبة التي تضمن تنفيذ اتفاق وقف اطلاق النار، والإجراءات الواجب اعتمادها لنزع فتيل التفجير.وأوضح الرئيس الفرنسي انه يجري اتصالات من اجل الإبقاء على وقف اطلاق النار واستكمال تنفيذ الاتفاق.واكد الرئيس عون لنظيره الفرنسي، ضرورة الزام إسرائيل تطبيق مندرجات الاتفاق حفاظاً على الاستقرار في الجنوب، وعلى وقف انتهاكاتها المتتالية، لا سيما تدمير القرى المحاذية للحدود الجنوبية، وجرف الأراضي، الامر الذي سيعيق عودة الأهالي الى مناطقهم.

خروقات وتهديد: واذ كان من المقرر أن يقوم أهالي الجنوب بزيارة بلداتهم لتفقد منازلهم وأرزاقهم، إلا أن القوات الاسرائيلية استبقت ذلك بتهديدات وأغلقت مداخل القرى الجنوبية بالسواتر الترابية لمنع الأهالي من الوصول إليها. وشملت الإجراءات الإسرائيلية إغلاق الطرق الرئيسية والفرعية المؤدية إلى بلدة كفركلا من بلدتي برج الملوك وديرميماس، إضافة إلى تجريف المدخل الشمالي لبلدة يارون، وحرث الطرق والمفترقات الفرعية المؤدية إلى قرى بني حيان، طلوسة، حولا، وعيترون. كما قامت بعمليات تجريف وتحريف للبنية التحتية في منطقة المفيلحة وخلة الخشب قرب ميس الجبل. كما تلقى عدد من أهالي الجنوب اتصالات هاتفية من أرقام دولية بلكنة إسرائيلية ولهجة عربية ركيكة، تحذرهم من التوجه إلى القرى الأمامية يوم الأحد وتدعوهم لتجنب المناطق الجنوبية.

وفي ظل هذه التوترات، شهدت منطقة سبايا كفرشوبا تفجيرا إسرائيليا، بينما انتشر الجيش اللبناني في المنطقة. كما توجه فريق من الصليب الأحمر اللبناني والدفاع المدني اللبناني إلى بلدتي الجبين وشيحين للبحث عن جثامين شهداء المقاومة بعد انتشار الجيش فيهما.
وتجمع عدد من اهالي الناقورة وطير حرفًا استحصلوا على تصاريح  من الجيش عند منطقة الحمرا البياضة لتفقد منازلهم وأرزاقهم، وشوهدت اليات وجرافات ضخمة متوجهة إلى طير حرفا والجبين وشيحين لفتح الطرق العامة والداخلية، فيما تقوم فرق الهندسة في الجيش بعمليات المسح والكشف للحفاظ على السلامة العامة قبل دخول الاهالي اليها. 

الجيش يدعو للتريث: وفي السياق، مع انقضاء مهلة الستين يومًا التي تلي وقف إطلاق النار، جددت قيادة الجيش دعوة الاهالي “إلى التريث في التوجه نحو المناطق الحدودية الجنوبية، نظرًا لوجود الألغام والأجسام المشبوهة من مخلفات العدو الإسرائيلي، وشددت على أهمية تحلّي المواطنين بالمسؤولية والالتزام بتوجيهات قيادة الجيش، وإرشادات الوحدات العسكرية المنتشرة، حفاظًا على سلامتهم….واكدت ان الجيش يواصل تطبيق خطة عمليات تعزيز الانتشار في منطقة جنوب الليطاني بتكليف من مجلس الوزراء، منذ اليوم الأول لدخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، وفق مراحل متتالية ومحددة، بالتنسيق مع اللجنة الخماسية للإشراف على تطبيق الاتفاق (Mechanism) وقوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان – اليونيفيل. وقد حدث تأخير في عدد من المراحل نتيجة المماطلة في الانسحاب من جانب العدو الإسرائيلي، ما يعقّد مهمة انتشار الجيش، مع الإشارة إلى أنّه يحافظ على الجهوزيّة لاستكمال انتشاره فور انسحاب العدو الإسرائيلي.

تحذير اسرائيلي: في المقابل، ذكّر المتحدث بإسم الجيش الإسرائيلي افيخاي ادرعي، على حسابه عبر “اكس”، ” سكان جنوب لبنان انه حتى إشعار آخر يحظر عليكم الانتقال جنوبًا إلى خط القرى ومحيطها، والجيش الإسرائيلي لا ينوي استهدافكم ولذلك يحظر عليكم في هذه المرحلة العودة إلى بيوتكم من الخط المحدد جنوبًا حتى إشعار آخر، وكل من ينتقل جنوب هذا الخط – يعرض نفسه للخطر”.

الجيش يتسلم مواقع فلسطينية: ليس بعيدا من الامن، اعلن الجيش في بيان ان “استكمالًا لعملية تسلُّم الجيش مراكز عسكرية كانت تشغلها تنظيمات فلسطينية داخل الأراضي اللبنانية، تسلّمت وحدات من الجيش مركزًا سابقًا للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – القيادة العامة، ومركزَين سابقَين لتنظيم فتح الانتفاضة، في جوار مخيم البداوي – طرابلس. كما ضبطت كميات من الأسلحة والذخائر بالإضافة إلى أعتدة عسكرية وأجهزة مراقبة….وكانت بدأت وحدات من الجيش اللبناني منذ ساعات الصباح الباكر بتسلم جميع النقاط العسكرية عند مداخل مخيم البداوي من الفصائل الفلسطينية وسط انتشار كثيف للجيش في المنطقة. تأتي هذه الخطوة تنفيذًا لاتفاق وقف إطلاق النار الذي نص على تفكيك جميع المنشآت العسكرية غير الشرعية بدءًا من جنوب الليطاني.

اسرائيل المستفيد الاول: على خط آخر ، وفي حين تستمر الاتصالات لتشكيل الحكومة من دون ان تصل الى نتيجة حتى الساعة، كتب الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط عبر حسابه على “اكس”: “إسرائيل المستفيد الأول من عدم تشكيل الحكومة في لبنان، وبالتالي تعطيل انطلاقة العهد، لأنها لن تغفر لنواف سلام حكمه التاريخي في المحكمة الدولية. لذا أدعو جميع الفرقاء من دون استثناء إلى تسهيل مهمته والخروج من لعبة الزواريب”.

4 خيارات: من جهته، أشار نائب رئيس مجلس الوزراء السابق النائب غسان حاصباني الى أن “وتيرة التشكيل ليست بطيئة بل طبيعية حتى الآن، لإيجاد أشخاص ملائمين للحقائب وإعطاء الثقة لـ24 وزيراً وبالتالي لم يطل الأمر بعد انما اذا تطلب وقتاً أطول بكثير فستكون الأمور بمثابة سوء نوايا تجاه التشكيل”.واعتبر أن أمام الرئيس المكلف 4 خيارات:الاول أن تشكّل حكومة مستقلة ولا يتدخل أحد بالتسمية فيها الا الرئيس سلام وبطبيعة الحال تتمثل فيها كافة الطوائف. لكن قد يصبح مجلس النواب بأغلبية معارضا.  الثاني ان تسمي القوى السياسية تقنيين او اخصائيين ما يعني إشراك الجميع ونكون أمام مجلس نواب مصغر. هكذا حكومة قد تعطّل نفسها بنفسها. الثالث هو أن تسمي القوى التي سمت رئيس الحكومة اخصائيين وتمثل فيها كل الطوائف وما تبقى من قوى سياسية لم تسم رئيس الحكومة لا تتمثل فيها وتصبح معارضة في المجلس النيابي. والخيار الرابع وهو ان تكون الحكومة مكونة من السياسيين من كافة الفرقاء، فهي خارج التداول.

لا لشعار جيش شعب مقاومة: بدوره ، قال عضو تكتّل “الاعتدال الوطنيّ” النّائب وليد البعريني: “سنبني موقفنا من الرئيس المكلف نواف سلام انطلاقاً من قراره بتمثيل عكار من عدمه”.ونفى  أن “تكون العلاقة فاترة بين تكتل الاعتدال والرئيس سلام، مؤكداً أنّ ما حُكي عن إلغاء موعد كان محدداً بين الطرفين غير صحيح”.وأوضح أنّ “تكتله طالب بأن تكون وزارة الداخلية أو الاشغال العامة أو الشؤون الاجتماعية من حصّة الطائفة السنية، رافضاً في المقابل إدراج شعار: جيش وشعب ومقاومة في البيان الوزاري الجديد، لأنّ الشعب اللبناني لم يعد يريده، ونحن نرضخ في النهاية لإرادة الشعب وخياراته”.

الحزب يهدد: أشار عضو “كتلة الوفاء للمقاومة” النائب إبراهيم الموسوي خلال تشييع أحد شهداء “حزب الله” الى ان “الاحد هو اليوم الذي يجب أن ينسحب فيه العدو من أرضنا، واذا لم يفعل سيرى العجب”.

احتلال: من جهته، اعتبر عضو كتلة “التنمية والتحرير” النائب قاسم هاشم ان “اجبار الاسرائيلي على الانسحاب من الاراضي اللبنانية يجب ان يكون اولوية لجنة المراقبة ضمن المهلة والا اعتبر ذلك احتلالا ولا يمكن قبوله”.

تبادل اسرى: إقليميا، سلّمت حركة” حماس” في قطاع غزة اليوم أربع رهائن إسرائيليات للصليب الأحمر الدولي ضمن صفقة التبادل مع إسرائيل بعد ظهورهن على منصة وسط أحد الميادين وفق ما أفاد مراسل وكالة” فرانس برس”.وكانت الرهائن الأربع وجميعهن جنديات يرتدين ملابس عسكرية وكن محتجزات في قطاع غزة منذ اقتيادهن إلى هناك إبان هجوم السابع من تشرين الأول 2023.في المقابل، أفرجت اسرائيل عن 200 معتقل فلسطيني بينهم 79 اسيرا من ذوي الاحكام العالية و121 يقضون احكاما بالسجن المؤبد، ومن بين المؤبدات 70 اسيرا سيتم ابعادهم.وسيمكث الأسرى الفلسطينيون المقرر إبعادهم في القاهرة نحو أسبوع قبل الانتقال إلى أماكن أخرى، وفق الاتفاق.