الضغوط الدولية وإعادة تشكيل المعادلة
الأنظار “الإسرائيلية” تتجه بقلق إلى تطورات الاتفاقات والمراحل القادمة، حيث ظهر جلياً أن الكيان لم يعد يتحكم بمفاتيح القرار. فالضغوط الأمريكية، التي تعززها رغبة واشنطن في منع عودة الحرب، تترافق مع ضعف “إسرائيل” في مواجهة ضغط عائلات الأسرى والمشاهد المؤثرة من عودة الأسيرات.
ويحاول كيان العدو جاهدًا محو آثار السابع من أكتوبر، إلا أن الأوساط الصهيونية تعترف اليوم بأن هذه الذكرى لم تعد مجرد حدث مؤلم بل أصبحت هاجساً وجودياً. فالمخاوف تتعاظم من تكرار ما حدث، وهو ما يعكس حجم الأثمان الباهظة التي دفعتها” إسرائيل” دون تحقيق تغيير حقيقي في المعادلة.
هدايا تذكارية للأسيرات.. خطوة إعلامية بارزة لكتائب القسام

وفي خطوة إعلامية لافتة قدمت كتائب القسام، هدايا تذكارية وشهادات إفراج للأسيرات “الإسرائيليات” الثلاث اللواتي أُفرج عنهن ضمن المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار. تضمنّت الهدايا خريطة لقطاع غزة وصورًا وشهادة تقدير، ما أثار تفاعلًا واسعًا على منصات التواصل.
وأشاد مراقبون بذكاء القسام في استغلال اللحظة لتعزيز صورتها الإعلامية، وعلّق مغردون بأن هذه اللفتة تعبّر عن التزام المقاومة بالمعايير الأخلاقية في الحرب، مقارنة بانتهاكات الاحتلال. كما لفت المشهد الأنظار عالميًا بفضل ابتسامة الأسيرات واستلامهن الهدايا، مما جذب الإعلام إلى هذه الخطوة الفريدة.
إلى جانب ذلك، أظهرت كتائب القسام تنظيمًا دقيقًا في تسليم الأسيرات، من خلال إصدار بطاقات إفراج رسمية موقعة من الصليب الأحمر وممثلي المقاومة، ما عكس تطورًا في استراتيجيتها الإعلامية والإنسانية.
يبدو أن الكيان يواجه اليوم حقيقة جديدة في غزة، حقيقة تفرضها حركة حماس كقوة فاعلة ومدججة بالسلاح، ما يشكل تحدياً استراتيجياً وسياسياً غير مسبوق. وفي ظل هذا الواقع، تتصاعد التساؤلات في الداخل “الإسرائيلي” حول المستقبل، في مشهد يعكس أزمة عميقة تعصف بمفاهيم السيطرة والأمن التي طالما كانت ركيزة السياسات المعادية تجاه القطاع.
موقع المنار