أزمة خطيرة مع سوريا الجديدة.. هل تسلَّل ضباط الأسد البائد إلى لبنان؟
أمين القصيفي
أي جحيم يصرّ ما تبقَّى من محور الممانعة على إغراق لبنان فيه، كما يبدو، بحال صحَّت الأخبار والمعلومات التي ضجّت بها وسائل الإعلام والمنتديات والأوساط السياسية المختلفة، خلال اليومين الماضيين، عن لجوء قيادات وضباط أمنيين من نظام الأسد البائد إلى لبنان، وأنه تمَّ تأمين الحماية لهم في مناطق خاضعة لأدوات هذا المحور، فيما أخبار أخرى اكتفت بالحديث عن توفير الحماية لبعض ضباط الأسد ومسؤولين سوريين سابقين فارّين، خصوصاً من فروع الأمن والاستخبارات، وتأمين عبورهم من لبنان إلى الخارج فقط؟.
رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، لم يؤكد ولم ينفِ هذه الأخبار، بشكل واضح وصريح، ويمكن القول إن موقفه كان رمادياً إلى حدٍّ ما، إذ جاء الموقف من خلال مكتبه الإعلامي في إطار “توضيحاً لما يتم تداوله عن دخول بعض المسؤولين السوريين السابقين إلى لبنان للسفر إلى دول أخرى، فإن سياسة الحكومة اللبنانية لطالما كانت الركون إلى القوانين اللبنانية والدولية. إن الاحتكام بهذا الملف هو إلى ما تفرضه القوانين والأنظمة المرعية الإجراء، وتحت إشراف القضاء المختص…”.
من جهته، أعلن وزير الداخلية والبلديات بسام مولوي، بعد اجتماع مجلس الأمن المركزي، عن أن “أي عنصر أمن بالنظام السوري السابق لم يدخل إلى لبنان، والتعليمات المطبقة على المعابر الشرعية صارمة”. بالتالي، كيف يطمئن اللبناني الذي لُدغ من جحور السلطات المتعاقبة في لبنان مرّات ومرّات؟، وهل فعلاً يمكن الاطمئنان بشكل كامل إلى أن الحكومة والسلطات والأجهزة المعنية، ستقوم بدورها كاملاً بكل حزم وحسم وتجنيب لبنان كارثة شبه محققة، أم ستتخاذل أمام بعض الجهات وتُعيد توريط اللبنانيين بأزمة خطيرة مع سوريا الجديدة؟.
عضو تكتل الجمهورية القوية النائب فادي كرم، يشدد على أنه “في حال صحَّ ما يتم تداوله من أخبار حول تأمين الحماية لبعض ضباط النظام السوري البائد في لبنان، أو توفير عبور آمن لهم عبر لبنان إلى الخارج، فهذا يعني أن محور الممانعة بما تبقَّى منه بفرعه اللبناني، مصرّ على الاستمرار بالإساءة إلى الشعب اللبناني، والسيادة اللبنانية، وإلحاق الضرر بمصالح اللبنانيين”.
كرم يؤكد، عبر موقع القوات اللبنانية الإلكتروني، أنه “بحال كان ما يتردد حول هذه الارتكابات، صحيحاً، فهو مرفوض قطعاً وحتماً، لأن هذه الأفعال ستنعكس على الشعب اللبناني وعلى القضاء والأجهزة الأمنية وعلى السيادة اللبنانية بشكل سيِّئ جداً، بل يمكن أن توصل لبنان إلى حالة من العزل التام، حتى عن جارته سوريا التي أصبحت في واقع آخر جديد تماماً مع إسقاط نظام الأسد وانتفاضة الشعب السوري عليه”.
كرم يحذّر، من أن “هذه الأفعال، في حال تأكدت، ستوصل لبنان إلى واقع أزمة مع جارته سوريا الجديدة، وحتى المجتمع الدولي والمجتمع العربي، بحيث سيبقى لبنان معزولاً تماماً عن العالم”، لافتاً إلى أن “لبنان سيُعتبر في هذه الحالة، دولة فاشلة تؤمِّن ملاذاً آمناً لأناس إرهابيين، وحوش بشرية، أضرّوا بالإنسانية وانتهكوها بكل صورها”.
يضيف كرم: “هذا يعني أن هذه المجموعة السياسية في لبنان التي تغطّي أو هي متورطة في هذه الأفعال، لم تتعلّم شيئاً من الماضي، عندما أنذرناها بأنه لو تم الالتزام الجدي يتطبيق القرار 1701 منذ الـ2023 على الأقل فور اندلاع حرب غزة، لكان جنَّب اللبنانيين الحرب. واليوم، تطبيق الـ1701 بكل مندرجاته وتطبيق القرارين 1559 و1680 وسيادة لبنان والإصلاح، هو ما يجنِّبنا المصائب التي يمكن أن تأتي إلينا”.
كرم يلفت، إلى أن “كل ما قامت به هذه المجموعة، هو ضرر بضرر وإساءة للبنان وسيادته، إن كان بتبعيّتهم للنظام الإيراني، أو بموافقتهم على اتفاقية وقف إطلاق النار بالشكل الذي تمّ، لأن فيها الكثير من البنود التي لا تحترم السيادة اللبنانية، لماذا؟ لأن لبنان اعتُبر من قبل المجتمع الدولي دولة مخطوفة يجب أن يوضع عليها رقابة دولية، وأن تكون تحت الرقابة الدائمة، لأن فيها منظمات خارجة عن القانون ومتحالفة ومتعاونة مع منظمات إرهابية وأشخاص إرهابيين”.
موقع القوات اللبنانيّة