سقوط نظام الأسد وسقوط محور طهران ـ بيروت

سقوط نظام الأسد وسقوط محور طهران ـ بيروت

أمين القصيفي

بعد انتهاء “الوقت المستقطع” للاحتفالات المتواصلة، خصوصاً في سوريا وفي لبنان على حدٍّ سواء، بسقوط نظام الطاغية، نظام الأسد، في دمشق، سيتكشف تباعاً هول الكارثة التي حلَّت بمحور الممانعة عامةً. فلا شك أن ترددات سقوط نظام الأسد لن تقف عند حدود سوريا الجغرافية، بل سيظهر للجميع، يوماً بعد يوم، حجم “الإصابة القاتلة” التي مُني بها محور طهران ـ بيروت، بكل تفرّعاته وامتداداته على مستوى منطقة الشرق الأوسط، بل ربما في طهران نفسها، لأن محور طهران ـ بيروت مروراً بالعراق وسوريا، كان العصب والعنصر الأساس الذي سمح لطهران بالتمادي في التوسع والانفلاش على مستوى المنطقة بأسرها، بعد سقوط طهران في قبضة “الثورة الإسلامية”.

المحلل السياسي علي الأمين، يرى أنه “إذا كان قتل الأمين العام السابق لـ”الحزب” السيد حسن نصرالله مصيبة حلَّت على “الحزب”، فإن سقوط نظام الأسد هو الكارثة، لأن سقوط نظام الأسد هو بالفعل إعلان فعليّ ورسميّ لنهاية النفوذ الإيراني العسكري من سوريا ولبنان”.

الأمين يعتبر، في قراءة عبر موقع القوات اللبنانية الإلكتروني، لمعاني سقوط نظام الأسد، أن “هذا السقوط بحدِّ ذاته، كحدث سياسي كبير، سيكون له تداعياته وآثاره الكبيرة على محور طهران، لا بل يُنهي محور طهران. بمعنى أننا اكتشفنا أن هذا المحور كان قائماً بدرجة أساسية على “الحزب” في لبنان، وأيضاً على هذا الطريق الممتد لـ”الحزب” من لبنان إلى سوريا إلى العراق إلى طهران”.

برأي الأمين، أن “هذا المحور اليوم ومع سقوط نظام الأسد، انتهى تماماً، ولم يعد له مبرر وعناصر وجود، لا بل إن ترددات هذا السقوط ستظهر في قلب طهران نفسها في المرحلة المقبلة. طهران باتت أمام خيار، إما التحول، وهناك مؤشرات عديدة للتحولات داخل طهران، وإما الذهاب إلى مصير يشبه ما انتهى إليه نظام الأسد”.

لذلك يمكن القول بهذا المعنى، وفق الأمين، إن “وضعية كل هذا الإمداد الذي كان يحصل من السلاح والمال، هذا انتهى. لم ينتهِ فقط من زاوية وبمعنى الظروف السياسية والإمكانيات المادية لإيصال السلاح والمال والعتاد لـ”الحزب”، إنما في جوهر فكرة السلاح في لبنان وسوريا والقواعد العسكرية لـ”الحزب” في سوريا”.

الأمين يوضح، أن “جوهر فكرة السلاح والقواعد العسكرية في لبنان وسوريا بحدِّ ذاتها، لم يعد لها مبرر، لأننا انتقلنا إلى وضعية دولية جديدة عزَّزَتها الضربات العسكرية والأمنية التي حصلت لهذا المحور في المنطقة، وتحديداً في سوريا ولبنان، ولم يعد من الوارد أن نرى أي مؤشرات لها طابع عسكري وأمني”.

بالتالي، “الوضع اليوم أشبه بحالة انقلابية يعيشها لبنان وتعيشها سوريا، وهذه الحالة الانقلابية نقلتنا إلى وضع جديد. نحن لغاية الآن لا نعرف ما هي صورة هذا الوضع بالتحديد أو بالتفصيل، لكن هي بالتأكيد تقوم على قاعدة أساسية، أنَّ لا وجود لنفوذ إيراني ولا وجود لهذا المحور، فعليّ، لا في سوريا ولا في لبنان”، يختم الأمين.