
١١ ايلول ٢٠٠١ فتحت أبواب المنطقة امام ايران ،٧ اكتوبر ٢٠٢٣ اغلقتها..
إنهار النظام السوري ،ذلك النظام الذي عبث بلبنان فسادا قتلا وتدميرا،فارضا على اللبنانيين نوعية سياسيين رديئة وحارما لبنان بالتواطؤ مع ايران من خيرة سياسييه وصحافييه ومثقفيه…
انتهى النظام القمعي والذي كل من هو داخل سجونه مفقود وخارجها مولود،والاسوا إن بعضا من لبنانيين اختفوا منذ حوالي ٤٠ عاما بداوا بالظهور بعد اقتحام سجون المدن المحررة ،علما ان العماد عون كان قد اكد في احدى تصريحاته بعد زيارة لسوريا ان لا سجناء او اسرى او مختطفين لبنانيين في سوريا…
لقد اثبتت الاحداث إن الانظمة التي تتحكم بشعوبها بالقوة لا تستطيع ان تحكم من دون غطاء من دولة كبرى وفي لحظة تخل دولية كل شيء ينهار،وذلك النظام البائد البائس والذي حرمنا افضل رجالاتنا وادخل سنين حياتنا في كوابيس وانفاق القتل والسرقة والفساد ومنع بالاغتيال او بمحاولات الاغتيال فرص نجاة لبنان من حروبه العبثية، انتهى الى غير رجعة.
ماذا بعد؟ببساطة تامة على لبنان التعامل مع حدث جديد وشخصية جديدة ،مع” احمد شاه مسعود” سوريا او “الجولاني” والذي اليوم يعرف باسمه الحقيقي احمد الشرع والذي هو قائد جبهة النصرة سابقا هيئة تحرير الشام مؤخرا وادارةالعمليات العسكرية حاليا ، والذي تغيير الاسماء بالتدرج كمن يدخل في ذهن الناس بطريقة مدروسة ومدوزنة اسم الرجل الذي سيحكم سوريا وجعل كل شيء فبه مقبول بدءا من اسمه وصولا الى اسم فصيله.
..ذلك الرجل الذي تدرج من قائد فصيل إسلامي متشدد مشهود له بالقتال الشرس الى قائد لحركة تحرير شبيه بالقائد الطاجيكي الافغاني” احمد شاه مسعود” او اسد بانشير كما كانوا يلقبوه (والذي كان اغتياله بواسطة فريق اغتيال متنكر بهيئة صحافيين شرارة البداية لعملية ١١ ايلول ٢٠٠١ وتدمير برجي التجارةالعالمي)…
ويبدو ان مقاتليه الذين تدربوا في بلدان اوروبية شرقية اصبحوا محترفي قتال واشبه بالجيوش الحديثة النشأة والتي تتميز بالحركية السريعة وبالتعامل المرن مع التكنولوجيا التي تبدا من طائرات مسيرة هجومية الى تحديد المسارات العسكرية بواسطة الاقمار الاصطناعية والمسيرة من قبل قوى استخباراتية عالمية،علما ان عملياته الحربية ضد الجيش السوري تشبه عمليات الجيش الاوكراني امام الجيش الروسي.
يبدو ان القوى الدولية المعنية قد وجدت فيه (الجولاني )ضالتها لكي يكون شخصية محورية في سوريا الجديدة بعد مرحلة بشار الاسد ،
انه الخيار الاستراتيجي و نتيجة طبيعية لتفاهمات ابراهام والتي حسمت السلام في المتطقة العربية مع الدول العربية مباشرة اي مع الاكثرية العددية والتي سلامها نهائي وابدي ومن دون المرور باقليات سلامها وقتي ومرتبط بديموغرافية تتآكل على مر السنين….
على الدولة اللبنانية أن تبدا التعامل مع الوقائع الجديدة وان تتكيف مع التطورات في سوريا لأن سطرا جديدا من التاريخ يكتب ووقائع جيو سياسية جديدة تفرض نفسها على الميدان..بعد غزة ولبنان وسوريا،لا يبقى الا اليمن امام تلك القوى المجهولة المعلومة لكي تنتهي قصة اذرع ايران في المنطقة العربية..اما العراق فالسيستاني والصدر هم من سيعيد المجتمع العراقي الى عروبته عبر انتخابات تجهز على التمدد الاخطبوطي الايراني….
ما يحصل اليوم يصلح اخطاء كثيرة ارتكبتها الدول العظمى بحق الدول التي تحملت عبء السلام المصري الاسرائيلي واهمها لبنان، بإسكات طاغية (حافظ الأسد )بجائزة ترضية وانا هنا اتحدث عن وطن الارز ومن ثم تجيير ذلك الوطن بعد فترة من الزمن من قبل بشار الأسد الى طاغية ديني(المرشد الايراني) لكي يساوم على دماء شعبه ودمار ارضه مقابل مشاريع نووية واخرى توسعية لكي يؤكد ديمومة نظامه…
١١ ايلول فتح أبواب جهنم على الدول العربية بعد اجتياح العراق وازال الحواجز امام توغل ايران في المنطقة العربية.
٧ اكتوبر أغلق الباب الذي فتحه ١١ ايلول ولكن بطريقة انسانية غير عنفية محترمة للقيم الانسانية وللثقافات المختلفة في هذه الناحية من العالم.
لبنان على موعد مع فجر جديد وجار جديد يبدو وبكل المقاييس افضل من سلفه على الاقل باحترامه للقيم الإنسانية كما رأينا بام
العين ،لكن كما يقول المثل الشعبي “ما تقول فول تا يصير بالمكيول”…
المهندس طارق صقر
رئيس مجلس حزب الكتلة الوطنية اللبنانية
في ٢٠٢٤/١٢/٩…
A
1